الخميس، 30 سبتمبر 2010

قلب كامل 16

الحلقة السادسة عشر
بقلم أبو حميد

عاد محسن مع أمنية حماته إلى بيتها وكانت داليا زوجته وأختيها دعاء ودينا فى إنتظارهم

داليا: خير يامحسن الراجل عامل إيه؟

محسن: الحمد لله هى إصابته صعبة شوية بس الدكتور بيقول إنه إتكتبله عمر جديد

داليا: الحمد لله

دينا: مش المهندس كامل ده يا ماما اللى جه سلم عليا فى فرحى؟

أمنية: أيوة هو

محسن: هو حضرتك تعرفيه من زمان يا طنط؟

أمنية: كنا دفعة واحدة

محسن: أنا بحسب حضرتك عرفتيه لما كنت عايزة تعملى مشروع على الأرض بتاعتك

أمنية: وهو تفتكر من غير ما يكون معرفة قديمة كان رضى يضيع وقته فى مشروع صغير كده؟

داليا: وهو ده سبب مشاركته لمحسن؟

أمنية: بصى يا بنتى رجال الأعمال ممكن يجاملوا لكن من غير خسارة يعنى لو هو شايف إن مشاركته لمحسن حتخسره ماكنش عمل كده

محسن: (غامزا لأمنية) بس ده شكله بيعزك قوى يا طنط كان باين قوى فى المستشفى إنه مبسوط إنه شافك

دعاء: إيه يا عم محسن حتشتغل لماما فى الهزار بتاعك ولا إيه

محسن: لا يا ستى... أنا نازل مشوار وحرجع أخدك يا داليا إنتى والعيال متأخر.. يالا سلميلى على جوزك منك ليها

سلام

بعد خروج محسن ساد الصمت لبضع دقائق ثم قالت داليا:

هو إيه موضوع المهندس كامل ده يا ماما

أمنية: موضوع إيه؟

داليا: الأول لقيناه معاك فى فرح دينا وبعدين هو اللى حيعملك مشروع على الأرض بتاعتك ويوم ماكنت راجعة غضبانة كنت إنت راجعة معاه فى عربيته وبعدها أنقذ محسن وشركته من الإفلاس

كل ده لمجرد إنكم دفعة واحدة؟

أمنية: قصدك إيه يا بنت

دعاء: ماتقصدش حاجة والله يا ماما إحنا بنسأل بس؟

أمنية: أه إنتم .. يعنى مش أختك لوحدها... عايزين تعرفوا الحقيقة؟ كل ده فعلا علشان إحنا دفعة واحدة بس اللى حصل بعد كده إنه.....

دينا: خير يا ماما

أمنية: طلبنى للجواز

الثلاثة فى صوت واحد: إيه......................

---------------------------------------------------------------------------------

دخل الطبيب غرفة أحمد فى صباح اليوم التالى

الطبيب: إزيك يا أستاذ أحمد النهارده

أحمد متثافلا: الحمد لله يا دكتور بس جسمى كله بيوجعنى

الطبيب: معلش يا بطل إنت إتكتبلك عمر جديد

أحمد: الحمد لله.. هو أنا ممكن أخرج إمتى

الطبيب: لا لا أنا مش عايزك تستعجل إنت قدامك لسه عملية فى رجلك بس لما تشد حيلك شوية ولسه العلاج الطبيعى

أحمد: هو أنا حرجع زى الأول يا دكتور

الطبيب: وأحسن كمان بس المهم ماتستعجلش

أحمد : كله على الله

فى أثناء ذلك دخلت نورا ومحمد ومحمود ومنى

نورا: إنت فوقت يا حبيبى.. خير يا دكتور

الطبيب: الحمد لله جوزك زى الحصان بس المسكنات اللى كان واخدها هى اللى كانت منيماه كده

نورا : الحمد لله

محمود: حمد لله على السلامة يا بطل

محمد: يالا يا عم شد حيلك وبلاش دلع

منى: (باكية) حمد لله على السلامة يا حبيبى

أحمد: ربنا يخليكوا ليا يارب.. عارفين الأزمة دى خلتنى أخد بالى من حاجات كتير

محمود: زى إيه

أحمد: خلتنى أخد بالى قد إيه إنتوا بتحبونى وأنا كمان بحبكم وأد إيه أنا بحبك يا نورا ومقدرش أعيش من غيرك

نورا: ربنا يخليك لينا كلنا

أحمد: (مكملا كلامه) وقد إيه المستشفى دى فيها ممرضات حلوين

تعالت ضحكات الجميع مخرجين ما كان بداخلهم من قلق وحزن خلال الأيام السابقة

وبينما هم كذلك طرق الباب فنظروا جميعا ناحية الباب وكان القادم علياء وريهام

--------------------------------------------------------------------------------------

رن هاتف كامل فأيقظه من نومه فوجد الساعة الحادية عشر ظهرا وكانت المتصلة أمنية

كامل: ألو صباح الخير

أمنية: صباح الخير.. صحيتك من النوم

كامل: لا أبدا أنا كان لازم أصحى من بدرى علشان أطمن على أحمد بس أنا بقالى أكتر من تلت أيام ما نمتش

أمنية: طيب حقفل دلوقتى وأكلمك بعد ما تطمن علي

كامل: لا لا خليكى معايا حكلمه من تليفون تانى

إتصل كامل بمحمد إطمأن على أحمد ثم عاد إلى مكالمته مع أمنية وهو فى غاية السعادة

كامل: الحمد لله فاق وبقى أحسن كتير والدكتور طمنا

أمنية: ألف حمد وشكر ليك يا رب

كامل: أنا متشكر قوى على زيارتك للمستشفى

أمنية: عيب لما تقول كده أحمد زى إبنى

كامل: مالك صوتك متغير ليه؟

أمنية: لا ما فيش حاجة

كامل: لأ فيه ... أنا أكتر واحد فاهمك وحاسس بيكى

أمنية: إمبارح البنات كانوا عايزين يعرفوا إيه اللى بينا

كامل: يعنى إيه إيه اللى بينا

أمنية: يعنى ليه حتعملى مشروع على الأرض بتاعتى وليه ساعدت محسن وكده

كامل: وقولتيلهم إيه

أمنية: قولتلهم إنك عايز تتجوزنى

كامل: تمام .... وردهم؟

أمنية: رفضوا الفكرة طبعا

كامل: لييييييييه؟ هما حيفرضوا علينا نعيش اليومين اللى فاضلين لنا إزاى؟ أنا وإنت عندنا ستين سنة ومحتاجين لبعض وكل واحدة منهم عندها حياتها وبيتها... عايزين إيه بقى؟ وإنت كان ردك إيه

أمنية: أنا ما كنتش عارفة أفاتحهم إزاى فى الموضوع بس لما هما اللى سألوا وقولتلهم مابقتش فارقة معايا وحقنعهم حبة حبة

كامل: يعنى إيه حبة حبة؟

أمنية: يعنى بالراحة من غير عند وبعدين لازم نستنى شوية لما أحمد يشد حيله

كامل: هو أنا لسه حستنى؟

-----------------------------------------------------------------------------------

ما أن دخلت علياء الغرفة حتى إنخرطت فى البكاء

علياء: حرام عليك يا أحمد مش أنا برضه مراتك وكان لازم أبقى جنبك

أحمد: مين اللى قالك؟

علياء : لما لقيت موبايلك مقفول بقاله كام يوم كلمتك فى الشركة وقالولى

فى هذه الأثناء كانت نورا تقف وهى لا تدرى ماذا تقول أو تفعل فقال لها محمد

محمد: نورا تعالى معايا نقعد فى الإستراحة بره.. تعالى يا محمود

محمود: (مذهولا) لا روحوا إنتم دلوقتى

ريهام: إزيك يا محمود

محمود: إزيك يا ريهام إنت عرفتى منين إن أحمد فى المستشفى؟

ريهام: من علياء

محمود: علياء مين؟

ريهام: علياء أختى..... ومرات أحمد

محمود: هه؟!!!!!!!!!!

---------------------------------------------
الحلقة القادمة
بقلم ريم

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

قلب كامل 15

الحلقة الخامسة عشر
بقلم ندى الياسمين


بدأ الوضع يستقر باحمد وطلبت الممرضه من الجميع الخروج الى قاعة الانتظار وقالت: فرد واحد بس يا جماعه الى يفضل وهايكون مرافق معاه والباقي معلش تتفضلوا بره .. وياريت تروحوا كمان ترتاحوا لانه خلاص مش هاتدخلوا هنا تاني ممنوع

بالطبع بادرت نورا التى تجلس بجواره وتمسك بيده .. انا مش هاسيبه ابدا اتفضلوا انتوا.. وناظرة الى كامل .. اتفضل يا عمى روح انت نام وارتاح وما تقلقش

كامل : نوم ايه وراحة ايه بس المهم نطمن على الغالي

فيتدخل محمود بلهجه جاده وعملية : مالهاش لازمه يا بابا القاعدة دلوقتي احنا نروح ونسيب معاه مرافق واهو الموبيلات موجوده والبيت قريب ... ويعقب بلهجه حانيه ..وما تقلقش ان شاء الله هايبقى كويس يا بابا

فتبادر منى بانفعال : روحوا انتم انا هاقعد هنا مش هاسيبه ابدا الا لما اطمن عليه

محمد : ما ينفعش الانفعالات دي يا جماعه راعوا حالة احمد اولا تعالوا بره كلكم نكمل كلامنا

ويخرجوا جميعا لصالة الانتظار معادا نورا التى رفضت ان تترك احمد ولا ثانيه ويبادر محمد بلهجه حاسمه: يلا اتفضلوا كلكم تروحوا ونورا هاتفضل معاه كمرافقه وانا هافضل هنا فى الانتظار لحد الصبح جايز يحتاجوا حاجه ولو فى أي حاجه هابلغكم .. والصبح ابدل مع محمود يجى هو هنا وانا اروح انام شويه

ارتاح الجميع لكلام محمد وعقبت منى بس هاكلمك كل شويه يا محمد والنبى

محمد : ماشي يا ستى كلمينى بس انا عايزك تنامي ساعتين عشان بكره نقدر نقف على رجلينا

.. وعقب يلا يا محمود خد الجماعه كلهم وروحوا يلا

ويدخل حسام : سلام عليكم ايه يا عمي فى ايه ماله احمد

منى بصوت منخفض وهى قريبه من حسام : انت لسه فاكر تيجى ..

حسام بارتباك ومحاوله للهروب من عين منى : معلش يا جماعه على ما عرفت اجي وكده انتم عارفين

فيرد محمود : ولا يهمك يا حسام حصل خير يلا دلوقتي عشان احنا نازلين

ويغادر الجميع المستشفى ماعادا نورا التى تجلس وتمسك بيد احمد ولا تفارق الدموع عيناها والدعاء لسانها وقلبها

ويدخل محمد غرفة اخيه احمد : ويربت على كتف نورا ويقول بحنان وخوف يخفيه: ما تقلقيش هايبقى كويس وهايقوم تاني زي الجن يعاكس فينا .. خلي بالك من نفسك انتى عشان البيبى

نورا باكيه: ياريت يا محمد يا ريت .. بس انا عشمي فى ربنا كبير انه ان شاء الله ينجيه

محمد : ان شاء الله ونعم بالله يا نورا .. انا موجود بره فى الاستقبال لحد الصبح لو فى أي حاجه ولو احتاجتي أي حاجه اندهيلي

تهز نورا راسها بالموافقه وهى عيناها متعلقة باحمد الفاقد للوعي

منى وهى تتخلص من دموعها فى السياره وتلتفت فىحدة لحسام : كده يا حسام انا اكلمك اقولك احمد عمل حادثه كبيره وكلنا فى المستشفى ما تجيش الى نص الليل ..

حسام بحده اكبر : فى ايه يا منى قلتلك ما عرفتش اجي كنت مشغول ما انا عارف ان كلكم هناك يعنى مجيي انا الى كان هايخليه يقوم يجري .

منى فى ذهول من رد فعل حسام : ايه ده ؟؟ انت بتكلمنى كده ليه ؟؟!! ده بدل ما تطيب خاطري ولا تقولي سلامة اخوكي

وتنخرط فى بكاء بصوت عالي بينما يظهر الضيق على وجه حسام وبعض الندم على حدته فى الحديث لها ويرق لها قائلا

خلاص يا منى بقى ما تعمليش موال وما تقلقيش والله احمد هايبقى كويس ان شاء الله والله يا منى كان غصب عني حقك عليا بقى

تهدأ منى قليلا ولكنا لا ترد عليه ويسود الصمت باقي الطريق ولا تنقطع دموع منى ويظل حسام يشعر بالندم لبضع دقائق وهو ينظر لمنى فى مرآة السياره ولكن بعد ذلك انصرف فكره الى موضوع اخر .. موضوع الساعه عنده

... نهى

*********************************

محمد فى بهو المستشفى ويتحدث فى التليفون ويعلوا صوته قليلا : اعوذ بالله منك ومن كلامك يا شيخه .. حرام عليكى قولي ربنا يشفيه قولي كلمه حلوه مره لله يا سا تر .. ايه هايعيش دي ؟ انشاء الله هايعيش ويبقى زي الفل بالغيظه فى امثالك ؟

مها : الله هو انا قلت حاجه مش باطمن على حالته .. وبالغيظه فيا ليه يا اخويا هو انا يعنى مش عايزاه يعيش وتكمل حديثها بتعاطف مصطنع .. ده انا حتى كنت عايزه اجي جري مع منى بس انت الى ما رضيتش عشان ما اسيبش العيال لواحدهم .. وتعقب بعدم اكتراث وفضول .. المهم هى نورا جاتله ؟؟؟

محمد بضيق : اه جاتله وقاعده معاه جوه .. نورا بنت اصول وبتحب ا حمد ولا يمكن تتخلى عنه

مها : يعنى هى بنت اصول وانا بنت ايه يا اخويا ..

وقبل انا تكمل قاطعها محمد : يووووووووه .. مهاااا ارحمينى وروحي شوفي عيالك وحلى عن سمايا

وينهى معها المكالمه ويزفر زفره قويه بكل ضيق

ويسند راسه على الكرسي ويقول بصوت مسموع :ياااارب

وفى صباح اليوم التالي يتوجه الجميع للمستشفى

يهرع كامل ومنى الى غرفة احمد

ويتوجه محمود وحسام

محمود : ايه يا محمد الاخبار ايه

محمد : الحمد لله الوضع مستقر لحد الان

محمود : طب يلا روح انت بقى ارتاح واحنا هنا اهو

محمد باعياء : ماشي هاروح بس استنى لما يجى الدكتور يكشف على احمد ويطمنا عليه

وياتي الطبيب ويتابع حالة احمد ويخرج والجميع بصره متعلق به ويبادر محمود :خير يا دكتور طمنا

الطبيب : خير يا جماعه الحاله مستقره ودعواتكم برضه وكويس اوي ان احنا وصلنا للمرحله دي ان شاء الله هايبقى كويس

كامل : ربنا يطمنك يا دكتور ان شاء الله ربك كريم وانا عارف ان ربنا هايكرمنا فيه

وتسأل منى الطبيب : طب يا دكتور بالنسبه لاصابة رجليه ؟؟

الطبيب : والله ما اكدبش عليكم رجليه هاتحتاج عمليه تانيه وهتاخد وقت شويه فى العلاج بس هاتعدي ان شاء الله ما تقلقوش .. المهم دلوقتي انه يستعيد وعيه ويفوق وبعد كده كل شيء سهل ان شاء الله

وانصرف الطبيب بعد ما شكروه جميعا

وتحاول منى عبثا اقناع نورا بالذهاب وهى ستجلس بدلا منها لكنها لم توافق ابدا وقالت : انا لو جالي نوم هنام هنا جمبه برضه .

وانصرف محمد فى ارهاق شديد ورافقه حسام الذى كانت عقله منشغلا بافكار كثيره

************

وفى مكتب حسام تجلس نهى بوداعه مصطنعه قائله : انا مش فاهمه حاجه يا دكتور حضرتك تقصد ايه

حسام بنفاذ صبر وقليلا من التردد والارتجاف : نهى انتى فاهماني .. بصراحه كده انا حبيتك وما بقيتش اتخيل حياتي من غيرك .. انا حاسس انى كنت قبل ما اعرفك ميت مش عايش انتى الى رجعتينى للحياه تاني ...ارجوكي ما تسبنيش

نهى باندهاش مصطنع : ايه الى انت بتقوله ده يا دكتور اينعم حضرتك غالي عليا اوي وربنا العالم بس ... انا عارفه كويس ان ظروفك ...و ... مش عارفه... اصل حضرتك فاجئتنى

حسام : فاجئتك ايه بس مش معقول انتى مش حاسه بيا كل ده ... نهى انا كنت بدأت احس انى بقيت انسان آلي ... باكل واشرب وانام واشتغل وكل احساس مات جوايا وما كنتش اتخيل انه قلبي يتحرك ... وبالعنف ده

نهى بابتسامه ظافره لا تستطع اخفائها : مش عارفه اقولك ايه يا دكتور بجد .

حسام : ما تقوليش حاجه دلوقتي فكري على مهلك واوعدك انك مش هاتندمي .. انا هاخليكى اسعد واحده فى الدنيا زي ما انتى بتسعدينى بمجرد وجودك فى حياتي

نهى بتردد حقيقى : بس اهلى .. ومراتك .. والدنيا كلها ؟؟؟

حسام بثقه : ما تقلقيش من أي حاجه انا مرتب كل حاجه المهم تقبلي انتى اولا

نهى بفضول : مرتب ايه بالظبط ؟؟!!

********
فى المستشفى لا تبارح نورا مكانها بجوار احمد ولا تكف عن البكاء والدعاء اما كامل ومنى فهم بامر الطبيب جالسين فى الخارج يدخلون كل فتره للاطمئنان على الاحوال

وفى حين كامل يضع راسه بين كفيه ويدعو الله ان ينجي ابنه حتى وسمع صوتا يقول : سلام عليكم الف سلامه على احمد يا كامل بيه

فرفع راسه يرد السلام فوجد الصوت هو صوت محسن يحمل بوكيه ورد ومن وراؤه بخطوات امنيه ..

والتى نظرت مباشرة الى عين كامل وقالت فى ود وحنان وحزن حقيقى الف سلامه على ابنك يا كامل ما تقلقش ان شاء الله هايبقى كويس

فرد كامل بلهفه :ياريت يا امنيه ربنا يسمع منك يارب

ثم انتبهت امنيه لنظره مباغتة من محسن فتوجهت بنظرها الى منى وسلمت عليها وبادلتها منى السلام وهى لا تعلم من هى ولكنها لم تكن فى حاله تسمح بالسؤال ولا حتى سؤال نفسها

واثناء الدقائق التى قضتها امنيه فى زيارة المستشفى كانت عيناها تتعلق بعينى كامل لثواني وكأنها تحضنه بعينيها بحنان وتربت على كتفه ... وكم كان كامل يتقبل هذه الثواني بلهفة فهو فى حاجة شديده الى ذلك


الحلقة القادمة
بقلم ابو حميد

الخميس، 23 سبتمبر 2010

قلب كامل 14

الحلقة الرابعة عشرة
بقلم البنفسج الحزين


قفز كامل من على مقعده وذهب نحو الدكتور وقال: ايوه انا والده فى ايه ؟؟ طمني يا دكتور الله يخليك ابني حالته ايه بالضبط؟

الدكتور: مخبيش عليك المريض حالته حرجه ونزف كتير جدا علشان كده احنا محتاجين شخص يكون فصيله دمه B+ ننقل منه دم للمريض حالا....

يتدخل محمد في هذة اللحظه قائلا أنا أخوه يا دكتور وفصيله دمي نفس فصيله دمه خدوا مني كل الكمية اللي انتوا محتاجينها المهم تنقذوا أحمد أرجوك يا دكتور....>

الدكتور: كويس اتفضل حضرتك حالا مع الممرضة علي المعمل علشان نعمل لك الاختبارات اللازمه وان شاء الله ناخد منك الكميه المطلوبه ...

ساعات طويله مرت علي الاخوة محمد ومني ومحمود وهم جالسين بجوار غرفه العمليات لا يكفون عن قراءة القران و الدعاء لأحمد بالسلامه ....

أما كامل فجلس علي مقعد منفرد علي باب غرفة العمليات في صمت وذهول تام وهولا يكاد يصدق ما حدث.... تنهمر من عينيه الدموع ولسانه لا يتوقف عن الدعاء ...دعاء أب حنون قلبه يعتصر من الألم والخوف علي فلذة كبده....

وأخيرا وبعد ساعات مرت علي كامل وكأنها الدهر كله يخرج الطبيب من حجرة العمليات وعلامات الانهاك واضحة عليه....

يسرع اليه كامل وأولاده خير يا دكتور طمنا علي أحمد أرجوك يا دكتور؟

الطبيب:الحمد لله احنا قدرنا نوقف النزيف ونعوضه عن كمية الدم الكتيرة اللي فقدها وان شاء الله هيبقي كويس....

كامل: يعني يا دكتور هو ان شاء الله هايرجع طبيعي زي الأول

الطبيب: ان شاء الله بس المسأله هتاخد وقت شويه بس في حاجه ....

كامل :خير يا دكتور

الطبيب:مين نورا دي ؟ أحمد طول ما هو في البنج كان اسم نورا علي لسانه وكان بيقول سامحيني يا نورا أنا ظلمتك ...

كامل : دي مراته يا دكتور

الدكتور:طب هي فين؟ ده أول ما وصل المستشفي وفي عز ألمه والنزيف الشديد اللي كان فيه كان بيقول اتصلوا بنورا انا عايز اشوفها ضروري ...أعتقد لما يفوق من البنج ويشوفها ده ممكن يحسن من حالته كتير...علي الاقل من الناحيه النفسيه...

كامل :انا هاتصل بيها حالا يا دكتور:

كامل:الو نورا ....

نورا:أيوة يا عمي ازي حضرتك...

كامل وصوته واضح عليه البكاء:مش كويس يا نورا

نورا:مالك يا عمي ...خير في ايه؟حصل حاجه؟

كامل:أحمد عمل حادثه كبيرةيا بنتي وهو دلوقتي في البنج ولسه خارج من أوده العمليات وعايز يشوفك ضروري أرجوكي يا بنتي وجودك هيخفف عنه كتير....

نورا:أحمد جرحني يا عمي... دا مش بس ظلمني واتجوز عليا دا كمان اتهمني ف...

كامل يقاطع نورا قائلا : أنا عرفت كل حاجه يا بنتي أحمد اتصل بيا قبل ما يعمل الحادثه بدقايق وقالي ان الدكتوربلغه انه سليم وممكن يخلف وان الحكاية كلها كانت غلطة من معمل التحاليل اللي بدل نتيجته بنتيجه شخص تاني مش بيخلف عن طريق الخطأ...وكان بيبكي لأنه ظلمك ومش عارف يصلح غلطته في حقك ازاي...أرجوكي يا بنتي سامحيه هو دلوقتي محتاجلك تقفي جنبه ...وأحمد عمره ما حب حد غيرك ...هو اتجوز علشان الخلفه وانتي بالذات كنت دايما بتلحي عليه يعمل كده ...ولا نسيتي....

نورا باكيه: أنا جايه حالا يا عمي....

يفيق أحمد من اثار البنج ليجد نورا جالسه بجوارة ممسكه بيديه...يفتح عينيه ...يحاول ان يتكلم ولكن الكلام يخرج منه بصعوبه شديدة

أحمد: نووورا انا .....انا اااسف

نورا:خلاص يا أحمد مفيش داعي للأسف ....عمي حكالي علي اللي حصل...

انا سامحتك خلاص عايزين ننسي كل اللي فات ...

المهم انت تقوملنا بالسلامه وترجع تنور بيتك من تاني...مش عايزين الأحزان تنسينا فرحتنا بابننا اللي جاي يا احمد ابننا اللي استنناه سنين طويله وخلاص ربنا استجاب لدعائنا ورزقنا بيه ...

أحمد: يبتسم بفرحه شديدة ويقبل يد نورا بحنان جارف ...

******
يتصل حسام زوج مني بها وهي في المستشفي

مني:ايه يا دكتور ينفع كده يعني تبقي عارف ان أحمد أخويا عمل حادثه وفي المستشفي ومتجيش تقف جنبنا وتطمن عليه؟ دا انا بلغتك أول ما عرفت الخبر انت كسفتني قدام بابا واخواتي...

حسام:انا اسف قوي يا حبيبتي معلش النهارده كان ميعاد مجلس القسم اللي هيدخل فيه ورق السفر بتاعي لأمريكا وكان لازم يتوافق عليه من المجلس علشان أقدر أسافر وحضوري كان ضروري جدا....

مني:انا اصلا مش عارفه ايه لازمه السفر لأمريكا دلوقتي انت ما شاء الله طبيب كبير ومشهور و أستاذ جامعي ولك مكانتك ووضعك المرموق في بلدك يعني مش محتاج للسفر ...

حسام:انتي عارفه اني باحلم من زمان أدرس للطلبه في جامعات أمريكا ولما تيجي لي الفرصه وهما يطلبوني بالاسم عايزاني أرفض ...وبعدين يا مني نكمل كلام في الموضوع ده بعدين لأن الظرف دلوقتي مش مناسب نناقش موضوع زي ده ...المهم أنا جاي حالا علشان أطمن علي أحمد...

بالطبع حسام يخفي عن مني سبب اصرارة علي السفر لأمريكا في أسرع وقت وهو انه يستطيع أن ينفذ هناك قرارة الذي اتخذه والذي لن يجرؤ أن ينفذة أبدا في مصر....

تشعر مني في الفترة الأخيرة ان حسام قد تغير كثيرا من ناحيتها لم يعد يهتم بها كما كان يفعل دائما واختفت لفتاته الرقيقه البسيطه التي كان يقوم بها من وقت لأخر ليشعرها أنه ما زال يحبها مثل أنه لم يعد يهتم بطبع قبله علي جبهتها قبل الخروج لعمله ...لم يعد يهتم بتقديم الورود لها في المناسبات وبدون مناسبه كما كان معتاد أن يفعل...

ولأن مني تثق جدا في زوجها ولأنها واثقة من نفسها جدا كامرأة ....استبعدت تماما أن يكون هذا التغيير سببه امرأة أخري يمكن أن تكون قد دخلت حياته ....
وأخذت تحدث نفسها قائله: مش ممكن حسام يفكر في ست غيري حسام بيحبني.... احنااساسا متجوزين بعد قصه حب كبيرة وانا عملت المستحيل علشان أقنع بابا واخواتي اننا نتجوز وهما مكانوش موافقين علشان مستوي عيله حسام أقل من مستوي عيلتنا لكن انا قدرت أقنع بابا انه يقعد مع حسام ويسمعه ولما قعد معاة اقتنع بيه وأعجب بطريقه تفكيرة واتاكد انه شاب طموح وله مستقبل وانه جاد والاهم انه بيموت في التراب اللي انا بامشي عليه ولما بابا اتأكداني انا كمان باحبه وافق علي جوازنا ....
وبررت مني ذلك التغير بانشغاله بموضوع سفرة لأمريكا وربما لزيادة أعبائه بعد افتتاح فرع جديد للعيادة بالاضافه للعيادة الرئيسيه.....

أما الحقيقه فللأسف كانت عكس كل توقعات مني .....

نعم حسام الان مشغول تماما بنهي طالبة الدراسات العليا والتي أصبح هو المشرف علي رساله الماجستير الخاصه بها... فأصبح لقاءهم اليومي في الكليه أمر طبيعي تماما ....وجلوسه معها لفترات طويله لتجهيز شغل الرساله والاشراف أعطي له الفرصه أن يتعرف عليها أكتر وبعد فترة قصيرة وجد نفسه متعلق بها تماما...لا يستطيع أن يمنع نفسه عن التفكير فيها ...ولم لا فهي فتاة جميله.... ذكيه.... نشيطه.....مجتهدة ...مليئه بالحيويه والنشاط .....

كثيرا ما ظل طوال الليل ساهرا يفكر في الكلام الجميل الذي دار بينه وبين نهي ...والذي لم يعد يسمعه من زوجته نظرا لانشغالها بالأولاد ومذاكرة الأولاد والولد اللي في الثانويه العامه ولازم يذاكر والدروس الخصوصيه بتاعنه وتضبيط مواعيدها والبنت اللي في الجامعه ومشاكلها اللي مابتخلصش...دا غير شغلها اللي بتهتم بيه قوي وناجحه فيه جدا ...

يتردد صدي كلام نهي في عقله ويسترجعه كل ليله بشغف شديد وبفرحه غامرة...

كلام من عينه:

(مين اللي قال ان حضرتك كبرت أبدا طب بجد يا دكتور وانا باتكلم معاك باحس انك شاب وكووول أكتر من شباب كتير قوي باشوفهم حواليا ...)

(وبعدين انت متعرفش ان الشعر الأبيض في الراجل بيبقي له سحر خاص بيجذب البنات ....)

(أنا ميملاش عنيا أي شاب من شباب اليومين دول التافهين اللي تفكيرهم سطحي ومش عايزين يتعبوا علي نفسهم زي حضرتك مثلا ماتعبت علي نفسك علشان توصل للمركز اللي انت فيه ... أنا علشان أتجوز لازم يكون راجل في سن وخبرة وحكمه حضرتك ولازم يكون له نفس طريقه تفكيرك ....)

كان حسام يستعيد مع نهي احساسه بالشباب من جديد واحساسه انه مازال مرغوب فيه ...وذلك الاحساس كان يجعله يشعر بحاله نشوي وسعادة غامرة... كل يوم يمر يقربه من نهي أكثر ويتعلق بها أكثر...كان ينتظر ميعادها اليومي بشغف ويحرص أن ينهي اعماله ومحاضراته تماما قبل أن يحين ذلك الميعاد ليتفرغ لها تماما ...واذا غابت عن الحضور يوما يشعر بالقلق الشديد ويتصل بها ليسأل عنها ...وكانت هي تتعمد احيانا الغياب لتتاكد من شعورة ناحيتها ولتري رد فعله اذا غابت عنه ...

وفي ظهيرة أحد الأيام دخلت نهي مكتب حسام:

نهي:مساء الخير يا دكتور

حسام :مساء الفل والورد والياسمين ...أنا خلصت كل اللي ورايا اهوة وفضيت لك تماما يا جميل علشان مافكرش وانا معاكي في أي حاجه غيرك....لاحظ حسام علي نهي علامات الحزن والحيرة علي وجهها ...فاستدرك قائلا...

مالك يا نهي انتي النهارده مش زي عادتك ...داخله مكشرة وزعلانه كده ليه ؟ في حاجه؟

نهي :بصراحه في يا دكتور....

حسام :خير يا نهي قلقتيني

نهي والدموع تنهمر من عينيها :أنا جايلي عريس وماما وخالي موافقين عليه انت عارف ان بابا متوفي وخالي هو ولي أمري وهما شايفين أنه عريس مناسب ومصممين عليه وانا مش عارفه اعمل ايه .....؟؟؟؟

الحلقة القادمة
بقلم
ندى الياسمين

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

تعزية واجبة

تلقينا ببالغ الاسى والاسف نبأ وفاة والد أخينا أبو حميد صاحب مدونة لو ممكن تغير حاجة ...هي ايه? ونحن أسرة الليالي اذ نشاركه مصابه نقدم له أحر التعازي ونسأل الله تعالى أن يلهمه وأهله الصبر والسلوان وللفقيد نرفع أكفنا ضراعة الى الله بهذا الدعاء :

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، وأدْخِلْه الجنَّةَ ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار انك على كل شئ قدير وبالاجابة جدير وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه اجمعين

لله ما أعطى ولله ما أخذ وانا لله وانا اليه راجعون

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

قلب كامل 13

الحلقة الثالثة عشرة
بقلم أمير الحب

خرج كامل مسرعا الى سيارته دون ان ينتظر سائقه الخاص وقلبه يكاد لا ينبض ويتسارع بين السيارات وبين الوقت على امل ان يلحق بابنه احمد وبعد مرور بضعه دقائق وصل كامل الى المستشفى ويبدو عليه القلق ثم نظر اللى موظف الاستقبال وتحرك نحوه مسرعا

كامل : لو سمحت فى واحد اسمه احمد كامل جه هنا فى حادثه عربيه ممكن اعرف هو فين ؟

الممرضه : اه حضرتك دا فى الدور الرابع

لم ينتظر كامل ان تكمل الممرضه كلامها نظر الى الممحاذاة إلى الوسطصعد فوجده مكتظ فذهب مسرعا الى السلم وصعد مسرعا وكانه ابن العشرين من عمره وصل الى الدور الرابع وسأل احد الدكاتره الذين يمرون بالدور

كامل : لو سمحت يا بنى الحاله اللى عملت حادثه وجت عندكم هنا القيها فى انى غرفه

الدكتور : اكيد فى الطوارئ الغرفه اللى جايه على اليمين دى بس خلى بالك ممنوع الدخول

اسرع كامل وهو يمنى نفسه ان يكون ابنه بخير وما ان وصل حتى رأى احمد وهو غارقا فى دمه وما ان رأى ذلك حتى اراد الدخول فمنعه احد الدكاتره واصطحبه الى مقاعد الانتظار

الدكتور : اهدأ يا استاذ كدا ان شاء الله هيقوم منها وكل حاجه هتبقى تمام ادعيله انت بس

كامل : تفتكر يا دكتور ؟؟؟

الدكتور : طبعا ربنا قادر على كل حاجه اقعد انت بس هنا وادعيله على ما اشوف انا الحالات اللى عندى وارجعلك تانى

كامل : اتفضل يا بنى وربنا يطمنك

جلس كامل وهو يفكر ما الذى يحدث ولماذا هل حقا كتب عليه ان لا يرى السعاده دوما وان يبقى حزين طول حياته

سكت قليلا ثم بدا يتحدث مع ذاته ليه بس كدا يا ربى الحمل تقل اوى وبجد مش قادر عليه انا كنت فاكر ان كل دا سهل واى حاجه ممكن تعدى طلعت اضعف من اقل حاجه ثم عاد لسكوته مره اخرى وعينه تكاد تنفجر من الدموع وقال استغفر الله العظيم ايه اللى انا بقوله دا اللهم لا اسالك رد القضاء ولكنى اسالك اللطف فيه

وما ان انتهى كامل من حديث ذاته حتى رن تلفونه

كامل : ايوه مين

محمد : مين ايه يا بشمهندس انت مش مسجل رقمى ولا ايه

كامل : الحقنى يا محمد اخوك عمل حادثه وفى المستشفى

محمد : اخويا مين احمد ولا محمود ومستشفى ايه ! ! !

كامل : احمد.... مستشفى الوفاء الدور الرابع فى الطوارئ تعال بسرعه يا بنى

محمد : ثوانى واكون عندك اهدأ انت بس وان شاء الله خير

سكت كامل قليلا وقد ظهر عليه القلق و التعب ثم بدأ فى الدعاء لاحمد

جاء محمد بعد خمس دقائق تقريبا

محمد : ايه يا بابا طمنى فى ايه ؟

كامل : اخوك لسه جوا ومنعين الدخول

محمد : يعنى ايه منعين الدخول دا اخويا ولازم اطمن عليه

كامل: اهدى بس يعنى انت هتفهم اكتر من الدكاتره اللى جوه اقعد لحد ما حد يطمنا

جلس محمد بجانب والده وعينه على غرفه الطوارئ

ثم نظر اللى كامل

محمد :بابا محمود كلمنى وقولته وجاى دلوقتى هو ومنى

كامل: ليه يا بنى قلقتهم بس ما انت عارف منى بالذات دمعتها قريبه مش بتستحمل حاجه

محمد: يا بابا دول اخوته ولازم يعرفه زى ما انا عرفت

كامل : طيب ربنا يجيب العواقب سليمه

عاد كامل مره اخرى يدعو الله ان يشفى احمد

بعد مرور وقت ليس بكثير احس كامل بيد على كتفه فرفع راسه ووجد ابنته منى

منى: وهى منهاره من البكاء .... مالو احمد يا بابا ايه اللى حصل وازاى مقولتليش هو انا مش اخته

كامل: ويبدو عليه الضيق يا بنتى اخوكى هيبقى كويس وهيقوم بالسلامه وبعدين بلاش تقولى الكلام دا تانى والحمد لله انك جيتى اقعدى بقى واهدى وربنا هيطمنا

وما ان انتهى كامل من كلماته التى لا يستطيع قلبه ان يصدقها حتى راى احد الاطباء وهو خارج من غرفه الطوارئ


وينادى شوفولى حد مع الحاله اللى جوا دى

قفز كامل من على مقعده وذهب نحو الدكتور وقال ايوه انا والده فى ايه ؟؟؟؟؟

الحلقة القادمة بقلم
أبو حميد

السبت، 18 سبتمبر 2010

قلب كامل 12

الحلقة التانية عشرة

بقلم حنعيش يعني حنعيش

دخل محمد على كامل وهو يحمل مجموعة كبيرة من الاوراق والملفات ...

محمد : فاضى قد ساعه كده علشان تمضى الورق ده ...

كامل : يابنى مش خلاص بقى انت واخواتك بقيتوا المسؤولين عن الشركة ؟

محمد : هوه احنا نقدر نستغنى عنك يا باشا ... وبعدين دا فيه ورق نقل الملكيه منى ليك بتاع شركة محسن

كامل : هات يا سيدى

محمد : الا ياحاج ايه حكاية شركة محسن دى ... احنا دفعنا كتير فى شركه خسرانه ...مش عادتك ياباشا تخسر ....

كامل : ياسيدى ياما كسبنا ... ايه يعنى لما نخسر شوية ...

محمد : ياحاج ... ياحاج ...انت مابتحبش حاجة اسمها خسارة ... ولا هيه على رأى يحيى شاهين فى الثلاثية ...بضاعة اتلفها الهوى ....

ضحك كامل ضحكة مدويه وقال : اتلم ياولا ... انت تعرف عن ابوك كده ...

محمد : الحلال ياباشا مدام فى الحلال اتكل على الله

كامل :ايه يا واد عايزنى اتجوز ؟

محمد : وماله ياحاج انت اصبى مننا ... وبعدين اللى ماطلناهوش زمان نلحقه دلوقت ...

ارتبك كامل وقال : قصدك ايه يا واد

محمد : ماقصديش ياباشا كل الحكاية ماتخليش فى نفسك اى امنيه الا وتحققها ..

زاد ارتباك كامل واكمل محمد : قصدى تخلص بقى .. ولا انت لسه حتكون نفسك ...

كامل : عارف يا واد على قد ما انا متغاظ منك ... على قد ما انا فرحان بيك... ناصح زى ابوك ومايفوتكش حاجة ...

محمد : يعنى انا صح بضاعة اتلفها الهوى ؟

لكامل : ياعبيط البيزنس بتاع محسن ده بكرة يجيب ملايين كل الحكايه شوية تظبيطات

محمد : باشا ... وربنا المعبود باشا .. بتكسب من كله


********


وصل احمد لعيادة الدكتور جواد ... وبمجرد ان قال اسمه للمرضة حتى قفزت من وراء المكتب وقالت : اتفضل يا احمد بيه الدكتور فى انتظارك ... دخل احمد المكتب ... قام الدكتور واستقبله بحفاوه ... وطلب من الممرضة قائلا: قهوة احمد بيه ياسناء ... بسرعه ...

احمد: خير يادكتور

الدكتور بتودد : خير انشاء الله يا احمد باشا ... سعادتك طبعا راجل اعمال وبتعرف فى البيزنس ... وعارف ان الخطأ البشرى وارد فى اى عمل ...

احمد باستغراب : مش فاهم

الدكتور : يعنى اكيد فيه موظف عند سعادتك او معاليك نفسك ممكن تقع فى خطأ غير مقصود ...

احمد وقد بدت عليه علامات الضيق : هوه ايه الموضوع بالظبط ؟

الدكتور : حاقول لجنابك ...دخلت الممرضة وقدمت القهوة وخرجت ...حمل الدكتور فنجان القهوه وقدمه لاحمد قائلا : اتفضل يا باشا ..

اخذ احمد فنجان القهوة وقال بحدة : اتكلم على طول يا دكتور انا مش فاضى للف والدوران ده ...

الدكتور : ايوه ... ايوه .. انا عندى لسعادتك خبر حلو ... فاكر سعادتك لما جيت سعادتك مع المدام وطلبت من جنابك تحليل للسائل المنوى ..

احمد بنرفزة : ايوه سعادتى فاكر وقولتلى ماتعملهوش غير فى معمل الامانه لانه معمل محترم وواخد الايزو ...

الدكتور .: تمام هوه ... هوه...

احمد: انطق يادكتور فيه ايه ؟

الدكتور : ابدا حصل غلطه بسيطة بتحصل فى كل بلاد العالم ... تحليلك اتلخبط مع تحليل واحد تانى ... واكتشفنا الغلطة... الحمد لله انت سليم وزى الفل وتقدر تخلف من بكرة

وقف احمد منتفضا : يعنى ايه غلطة بسيطة ... جاى تقولى الكلام ده دلوقت ... انا حاخرب بيت المعمل ده..حاقفله

الدكتور : ياباشا دا المعمل بتاع المدام

احمد : وكمان بتقلب عيانينك انت والمدام ... والله لااقفل لك العيادة كمان

الدكتور :دى جزاتى انى قولتلك ... ماهو كان ممكن اسكت وما اقولكش حاجة ...

احمد وهو خارج مسرعا : بينا المحاكم يادكتور ... حقفل لك العيادة والمعمل

خرج احمد غاضبا تعصره الافكار .. لا يرى امامه غير صورة نورا ... اخذ سيارته واسرع بها كى يصل الى نورا ... يقبل يديها ويذرف الدموع تحت قدميها ... لقد اهانها مرتين وفى المرتين لا مجال للمغفره... تزوج عليها واتهمها بالخيانه ... لم يرى احمد الاتوبيس وهو يخرج من الشارع الجانبى ... اصطدم احمد بالاتوبيس


***********

حسام يخرج من المحاضرة ويصطف حوله الطلبه يسألونه ويستشيرونه ... لانه من نوع الاساتذة الذى يحبه الطلبه ... فهو قريب منهم ويعاملهم معامله طبية ولا يتأخر عن طلب احدهم ... وصل حسام الى مكتبه وقبل ان يدخل .. نادت عليه نهى قائله : دكتور حسام ممكن اخد من وقت حضرتك تلت دقايق بس ... فرد عليها حسام : اتفضلى ... دخل حسام ومن وراءه نهى .. نهى الابنه الكبرى لعائله متوسطة الحال .. والدها توفى وهى فى العاشرة من عمرها ... وصممت والدتها انت تتعلم هى واخوتها الثلاثة تعليم جامعى ...نهى جميله ذكيه ... الطلبه يرون انها تتعالى عليهم ... وانها لاتتعامل الا مع الكبار ...يقولون ويلوكون عليها الكثير ,, ولكن لا احد يعلم الحقيقة ...

حسام : اتفضلى اقعدى يا نهى واقفة ليه .... ايه تشربى ايه ...

نهى : مرسى ... ربنا يخليك يا دكتور ... انا مش عايزة اعطلك ...

حسام : لا حتعطلينى ولا حاجة ... دى كانت اخر محاضرة النهاردة ... انا مصدقت اخلص ... كان يوم مرهق جدا ...الواحد باينه عجز ولا ايه ؟

نهى : ايه اللى حضرتك اللى بتقوله ده .. انت لسه فى عز شبابك ... دا انت وحضرتك واقف معانا ... بيبان ان حضرتك زميلنا ... اوعى تكون فاكر ان الشعرتين البيض دول معناهم ان حضرتك عجزت لاسمح الله ... دول معناهم خبرة وعلم وثقافة ....

حسام : ربنا يخليكى يابنتى ..

نهى : لا والنبى يا دكتور ماتقولش يابنتى ...انا يادوب اختك ...

حسام رجع بظهره للوراء ومد قدميه وضرب الجرس ... دخل الفراش قائلا: اامر يا دكتور

حسام : قهوه على الريحه فى كوبايه ... تشربى ايه يا نهى

نهى وهيه تنظر بثبات فى عين حسام : قهوه على الريحه فى كوبايه




كامل يمسك الموبيل ويتكلم مع امنيه وهو ممدد على الشيزلونج فى مكتبه ممسكا مج النيسكافيه : ازيك ياروحى

امنيه : ايه يا كامل الكلام ده ...

كامل : ايوه روحى وحياتى وحبيبى من زمان ...يا امنيه يالا بقى العمر مافيهوش قد اللى راح ...نفسى اعيش مع اللى قلبى حبها طول عمرى تحت سقف واحد

امنيه : الموضوع مش سهل كدة يا كامل ... بناتى وولادك ... حنقول لهم ايه ؟

كامل : ولادى ما فيش منهم مشكله ... الواد محمد موافق وبيقو لى ياللى بقى

امنيه : ايه انت قولت لهم ؟

كامل : لا قولت ولا غيره.. الواد محمد اللى طالع ناصح زى ابوه ..بيفهمها وهيه طايرة ... بصى انا حافاتح الولاد النهاردة

امنيه : لا ... لا ياكامل استنى شويه

كامل : استنى ايه .. على راى محمد هوه احنا لسه بنكون نفسنا ...وفجأه دخلت السكرتيرة قائله: الحق يا كامل بيه ... الحق ... احمد بيه عمل حادثه بالعربيه ونقلوه المستشفى

كامل: بتقولى ايه... وازاى دة حصل واسرع خارجا وهو بيقول حضروا لى العربية بسرعة بسرعة

الحلقة القادمة بقلم
أمير الحب