الحلقة الأخيرة
بقلم ابو حميد
----------------------------
كان مكتب كامل فى هذه اللحظات ملئ بالأحداث المثيرة.. ففى غرفة الإجتماعات الجانبية يجلس محمود وريهام وفى المكتب يجلس كامل مع محمد
كامل: ممكن تفهمنى إيه ده
محمد: أبدا يا بابا أنا عايز أسحب عشرة مليون تحت حساب أرباحى
كامل: يابنى ما نا بعرف أقرا... أنا عايز أعرف عايز تسحبهم ليه؟
محمد: بكون شركة صغيرة مع صديق ليا
كامل: (متنهدا) يابنى أنا مابقتش فاهم حاجة... أنا مش عارف إنتم عايزين إيه
محمد: أبدا يا بابا.. إحنا عايزين كل خير... أنا عندى صديق قديم راجع من أمريكا وتخصصه مجال الإتصالات وبيدور على شريك... قولت أشاركه
كامل: وهو إحنا لينا فى مجال الإتصالات؟
محمد: وماله.. أهو يبقى لينا
كامل: طيب ندرس الموضوع ونخليها شركة من شركاتنا.. أهو إسمنا يسند الشركة الوليدة دى... خلينا بس ندرس الموضوع بالراحة
محمد: معلش بقى فى دى يا كامل بيه... سيبلى أنا السبوبة دى
كامل: إنت إزاى يعنى؟
محمد: بصراحة أنا داخلها مع علاء صاحبى وإتفقنا مافيش حد يدخل معانا غير ولادنا.. إنت عارف إن إيهاب إبنى الكبير خلاص أهو كام سنة ويبقى فى الجامعة.. وأنا نفسى أبتدى أكونله مستقبله زى ما حضرتك عملت معانا
كامل: يابنى ما كل اللى إحنا فيه ده ليكم ولولادكم
محمد: ربنا يخليك لينا ويديلك طولة العمر بس أنا نفسى أعمل حاجة كده زى حضرتك... وما تقلقش أنا شغلى معاك زى ماهو والشركة الجديدة دى حيدورها علاء وربنا يسهل كده ونكبر وولادنا يمسكوها بعدينا
كامل: يعنى مصر؟
محمد: بعد إذنك ورضاك طبعا
كامل: تصدق إنك أكتر واحد بتفكرنى بشبابى؟
محمد: ده شرف ليا يا حاج هاهاهاهاه.... صحيح.. إيه أخبار الجوازة؟
كامل: أنهى واحدة فيهم
محمد: إيه يا بابا هو إنت عينك على أكتر من واحدة ولا إيه؟
كامل: لأ أنا أقصد بتتكلم عليا ولا على محمود ولا على أحمد... ماهو كله بقى متلخبط فى بعضه
محمد: لأ حضرتك
كامل: أبدا بنات أمنية لما روحت المستشفى علشان أكلمهم قابلونى بمنتهى الذوق واللطف وبعدين لما كلمتهم فى موضوع جوازى من أمهم قالولى إنهم مايقدروش يمنعوها من الجواز بس هما مش موافقين
محمد: وبعدين؟
كامل: أبدا هى إتحرجت وطلبت منى أمشى دلوقت وبعدين نتكلم
محمد: بصراحة يا بابا إنت غلطان إنك تروح المستشفى وتكلمهم... كنت لازم تخليها هى اللى تخلص الموضوع ده معاهم
كامل: اللى حصل بقى
محمد: طيب ومحسن رأيه إيه
كامل: موافق وماعندوش مشكلة
محمد: شكله عايز يخلص من حماته
وضحك الإثنان ضحكة خفيفة
------------------------------------------------------------------------------------------
فى غرفة الإجتماعات المجاورة جلس محمود وريهام فى صمت عدة دقائق
محمود: ريهام أنا أسف
ريهام: على إيه؟ هو إنت عملت حاجة
محمود: أنا أسف إنى عذبتك معايا
ريهام: بص يا محمود واضح إن إحنا الإتنين بنغنى ونرد على بعض... أنا قولتلك قبل كده إن مش حينفع نتجوز ونفضها سيرة بس إنت اللى كنت مصر على إنك تتجوزنى.... والنهارده لما باباك جه المستشفى كان جاى لعلياء ولما قابلنى طلب إنى أجى معاه علشان نتكلم بهدوء وبعيد عن المستشفى وأنا وضحتله وجهة نظرى إن الموضوع مش حينفع بس هو أصر إننا نتقابل وناخد قرارنا بنفسنا... وأدينى أهو عرفت رأيك
محمود: أنا بحبك فعلا يا ريهام بس لو إتجوزنا حنفضل طول عمرنا عندنا مشكلة أحمد وعلياء وأنا مش متأكد دى ممكن تعمل فينا إيه فى المستقبل
ريهام: زى ما باباك كان رافض جوازنا أمى برضه كانت رافضة رفض كامل إن النسب ده يحصل تانى... على العموم اللى بينا ماكنش كتير والحمد لله ماجرحناش بعض أوى
محمود: يعنى حنفضل أصحاب
ريهام: لأ طبعا
محمود: ليه؟!!!
ريهام: الصداقة ممكن تتحول لحب لكن الحب عمره ما يتحول لصداقة... أشوف وشك بخير
محمود: طيب أطمن عليكى إزاى
ريهام: ماتقلقش عليا وخلينا نقفل الصفحة دى للأبد
--------------------------------------------------------------------------------------------
ذهب أحمد إلى المستشفى فى صباح اليوم التالى لزيارة علياء فوجدها تجلس فى سريرها وحيدة
أحمد: صباح الخير
علياء: صباح الخير
أحمد: عاملة إيه النهاردة؟
علياء: الحمد لله خارجة النهاردة
أحمد: مانا عارف.. أنا عديت على الدكتور إطمنت منه عليكى ولما عرفت منه إنك خارجة عديت على الحسابات ودفعت باقى الحساب
علياء: وليه التعب ده؟
أحمد: أنا عارف قد إيه إنت زعلانة منى بس إنت مسؤلة منى طول ما إنت مراتى
علياء: طيب يا سيدى خلص نفسك من المسؤلية دى
أحمد: بالراحة بس... تعالى أروحك ونتكلم فى الطريق
علياء: ريهام حتروحنى
أحمد: أنا كلمت ريهام وقولتلها إنى حروحك يالا بينا ونتكلم لما نوصل بيتنا
علياء: روحنى عند ماما
أحمد: حنتكلم فى بيتنا وبعدين حنفذلك كل اللى نفسك فيه
--------------------------------------------------------------------------------------------
جلست منى مع نورا فى شرفة منزل أحمد ونورا
نورا: مالك يا جميل بقالك فترة متغير
منى: لا أبدا يا نورا بس موضوع جواز بابا
نورا: عليا أنا الكلام ده... يابنتى إحنا الإتنين مالناش إخوات بنات بس والله من يوم ماعرفتك وأنا بعتبرك أكتر من أختى
منى: وإنت كمان يا نورا أكتر واحدة بحب أتكلم معاها
نورا: طيب مالك بقى؟
منى: شوية مشاكل مع حسام
نورا: حسام؟هو حصل حاجة مع البنت إياها
منى: لأ ما حصلش بس أنا صارحته
نورا: ليه بس كده؟ طيب إحكيلى
--------------------------------------------------------------------------------------------
كامل: ألو إزيك يا أمنية
أمنية: إزيك يا كامل... عامل إيه؟
كامل: الدنيا مكركبة على دماغى... عملت إيه مع البنات
أمنية: عرفتهم إن قرار جوازى ده بتاعى أنا وبصراحة إجوازهم إدخلوا و خلوهم خفوا عنى شوية
كامل: إزاى يعنى
أمنية: جم قعدوا معايا هما وإجوازهم ومحسن هو اللى بدأ الكلام وقالى إنى من حقى أعيش حياتى طالما مابعملش حاجة غلط وإنى طول عمرى عايشالهم لغاية ما أخر واحدة إتجوزت.... والكلام ده يعنى
كامل: يعنى بناتك خلاص كده وافقوا؟
أمنية: أه بس من تحت الضرس... هما بصراحة كده خايفين من كلام الناس وخصوصا الوسطانية حماتها حتسويها
كامل: لو فضلنا خايفين من كلام الناس عمرنا ما حنتحرك من مكانا
أمنية: عندك حق
كامل: طيب الخميس الجاى
أمنية: الخميس الجاى
كامل: ربنا يسترها والخميس الجاى ده يجى على خير
أمنية: هاهاهاهاه
--------------------------------------------------------------------------------------------
دخل محمد إلى منزله وهو يصفر بفمه لحنا خفيفا
محمد: مها
مها: حمد الله على السلامة... إيه يعنى جاى مفرفش
محمد: ليكى عندى خبر بعشرة مليون جنيه
مها: حتة واحدة؟ خير
محمد: أصل ده نصيبى فى شركتى الجديدة
مها: شركتك الجديدة؟
محمد: قصدى شركتنا أنا والولاد
مها: بتتكلم بجد؟
محمد: أه والله... خلاص إتفقت على كل حاجة وكمان بابا وافق إنى أسحب الفلوس دى من حسابى فى الشركة
مها: أنا مش مصدقة نفسى أخيرااااا
محمد: لأ صدقى أنا يهمنى إنى أعمل حاجة لولادى زى ما أبويا عملنا
مها: طيب وأنا فين حلاوتى بقى؟ مش أنا صاحبة الفكرة؟
محمد: (وقد أخرج من جيبه علبة قطيفة) إتفضلى يا ستى هديتك
مها: إيه ده... عقد ألماظ؟ يجنن بس أنا كان نفسى فى حاجة تانية
محمد: خير يا قمر
مها: تجيبلى فيلا
محمد: يووووووه إحنا حنعيده تاااااانى؟
--------------------------------------------------------------------------------------------
دخل أحمد وعلياء إلى المنزل
أحمد: نورتى بيتك
علياء: اللى كان بيتى
أحمد: لأ حيفضل بيتك
علياء: أحمد أنا قولتلك قبل كده فى المستشفى إنى مش حقدر أكمل كده ...لازم تطلقنى وتسيبنى أشوف حياتى
أحمد: ده أخر كلام
علياء: أيوه ده أخر كلام وإذا كنت فعلا حبيتنى قبل كده أرجوك نفذهولى وأنا مش عايزة منك حاجة خالص
أحمد: ياااه... إنت شايفنى وحش قوى كده
ثم أخرج من جيبه مظروفا ووضعه على المنضده
ده عقد الشقة دى كتبتها بإسمك... وفى مبلغ ده عبارة عن المصاريف اللى دفعتيها فى المستشفى وشيك بمؤخرك وأول كل شهر ححطلك عشر تلاف جنيه فى حسابك نفقة ولو فى يوم من الأيام إحتجتى حاجة ماتتردديش إنك تتصلى بيا
علياء.. أنا فعلا حبيتك ولسه بحبك لكن فعلا أنا جرحتك كتير ولو كملنا مع بعض كلنا حياتنا مش حتمشى صح... أرجو إنك تسامحينى يا علياء
علياء.... إنتى طالق
علياء: ......................... (وإنسابت دموعها بشدة)
--------------------------------------------------------------------------------------------
منى: (وهى تبكى) بس يا ستى هو ده اللى دار بينا
نورا: حاسة بيكى بس إحمدى ربنا إن ماحصلش زيى وعرفتى بعد ما إتجوز
منى: بس إنت اللى كنت دايما تقوليله إتجوز
نورا: أه بس مش من ورايا.... غير إنى كنت بقولها من ورا قلبى
منى: أنا مش عارفة أعمل إيه
نورا: حسام بيحبك وإنت بتحبيه ... كلميه بصراحة وشوفى إنت مقصرة معاه فى إيه وحسسيه إنك فعلا بتعملى كده علشان ترضيه
منى: أنا مش قادرة أصفاله ... حاسه إن فى حاجة إتكسرت جوايا
نورا: نحاول نصلح اللى إتكسر... فى حد يعرف الموضوع ده غيرى؟
منى: لأ... أوعى
نورا: سرك فى بير وبعدين أنا حصلى أكتر منك بكتير... يعنى أحمد إتجوز عليا فى السر والدنيا كلها عرفت بعد كده.... بس أنا بحبه وسامحته
منى: إنت ملاك يا نورا... إنت يا بنتى مافيش منك كتير
نورا: أبدا أنا كنت ناوية أسيب أحمد بس بعد الحادثة ولما شوفته فى المستشفى بين الحيا والموت نسيت كل حاجة وما حستش غير إنى ماقدرش أعيش من غيره
منى: ربنا يخليكم لبعض
نورا: ويخليلك حسام....... ها حتكلميه بصراحة وتعرفى إيه اللى ناقصه؟
منى: حشوف
--------------------------------------------------------------------------------------------
دخل محمود على أبيه فى مكتبه يوم الأربعاء
محمود: بابا إنت نسيتنى ولا إيه
كامل: طيب قول صباح الخير الأول... نسيتك فى إيه؟
محمود: مش قولتلك إنى عايز أخطب
كامل: ومافيش غير النهارده؟ إنت عارف أنا من بكره مش موجود ودلوقتى لازم أنزل أعدى على منى أختك
محمود: ماهو علشان كده
كامل: ومين المرة دى إن شاء الله
محمود: لأ دى واحدة مش ممكن تقول عليها لأ
كامل: يبقى أكيد نعرفها... مين؟
محمود: سامية حسن سعيد
كامل: بتقول مين؟!!
محمود: بنت صاحبك حسن سعيد
كامل: وشوفتها فين دى؟ ومالاقيتش غيرها؟
محمود: قابلتها صدفة فى كافيه وهى اللى عرفتنى... وبعدين إنت مستعجب ليه كده؟
كامل: أصلها ما تنفعكش.... دى مكتوب كتابها وأنا اللى شهدت على العقد
ثم إنفجر ضاحكا.............. وبشدة
--------------------------------------------------------------------------------------------
رن كامل جرس باب شقة منى وبعد لحظات فتحت الباب
منى: أهلا يابابا
كامل: إزيك يابنتى... ثم سلم عليها وقبلها
بصى بقى من غير لف ودوران أنا جاى أتكلم معاكى كلمتين وبعدين حتنزلى معايا مشوار مهم.. أنا كلمت جوزك إستأذنته
منى: خير يا بابا
كامل: إنت عارفة إن أنا حتجوز أمنية بكره
منى: عارفة مبروك
كامل: طيب بدل مبروك اللى من تحت الضرس دى ينفع تسمعينى لما أحكيلك حكايتى اللى عمرى فى حياتى ماحكيتها لحد لغاية النهارده من البداية.... وتوعدينى إنك تسمعيها على إننا أصحاب؟
منى: إتفضل يا بابا أوعدك
كامل: بصى يا ستى أنا حكايتى بدأت لما دخلت هندسة... زى ما إنت عرفة جدك الله يرحمه كان موظف حكومه على قده وربنا رزقه بيا أنا بس ومارزقهوش بعيال تانى... أنا لما دخلت الجامعة إتعرفت على مجموعة أصدقاء رائعة ولاد وبنات , كنا من طبقات مختلفة بس كان بينا ود وإحترام رائع.. المهم كان فى واحدة فى المجموعة بقينا أصحاب قوى وكنا بنرتاح لبعض جدا وبنفهم بعض من غير مانتكلم....
منى: طنط أمنية؟
كامل: أيوة.... المهم كان كل أملى إنى أخلص دراسة وأشتغل بكل جدية علشان أكون شوية فلوس صغيرين وأعرف أتقدملها لأنها كانت فى مستوى أعلى منى شوية وأنا ماكنش عندى موضوع إنى أقولها إنى بحبها وأنا مش جاهز وأخليها تستنانى والكلام الفارغ ده.. المهم بعد التخرج إشتغلت بمنتهى الجدية بس بعد سنة عرفت إنها إتخطبت لدكتور من عيلة محترمة
ما خبيش عليكى أنا ساعتها زعلت قوى بس قولت أكيد ربنا شايلى حاجة كويسة... وكملت فى شغلى بمنتهى الجدية وكان ربنا موفقنى ودعا أبويا وأمى ملازمنى فى كل خطوة... وبعد ما وقفت على رجليا كويس أمى جابتلى عروسة حلوة وشيك وبنت ناس طيبين ومثقفة وقولى زى ما إنت عايزة... ما إنت عارفة أمك
منى: الله يرحمها
كامل: الله يرحمها كانت صاحبتى وسندى ووش السعد عليا, وقفت معايا فى أوقات الشدة- ماتفكريش إن حياتنا كانت ماشية سهله على طول- ووقت الرخاء عمرها ما طلبت حاجة زيادة وربنا رزقنى منها بأحلى أربع هدايا إداهملى ربنا.... بس قضاء ربنا بقى ... هى تعبت وإنت عارفة الباقى
بعد أمك ما ماتت بسنتين قابلت أمنية صدفة ولقيت جوزها هى كمان مات وعايشة لوحدها وبصراحة حلم سنوات الدراسة صحى من تانى... تفتكرى انا غلطان إنى عايز أعيش الكام يوم اللى فاضلينى مع حلم كان نفسى أحققه زمان وماعرفتش وجه لحد عندى؟
منى: (وقد سالت دموعها) لأ طبعا من حقك
كامل: طيب بتعيطى ليه؟
منى: أصل إنت طيب قوى يا بابا.... ثم إحتضنته بشده قائلة وأنا بحبك قوى
كامل: وأنا يا بنتى ما عنديش فى الدنيا دى أغلى منك إنت وإخواتك
منى: (وهى تمسح دموعها) طيب إنت عايزنى أروح معاك فين
كامل: حنروح نزور أمك... بقالنا كتير مازرناهاش وهى وحشتنى بجد
--------------------------------------------------------------------------------------------
تم كتب الكتاب فى الفيلا الجديدة التى إشتراها كامل لأمنية من شهرين سابقين وإختارت هى أثاثها وديكوراتها
حضر كتب الكتاب أولاد كامل الثلاثة ومحسن الدى شهد على العقد هو ومحمد
أحمد: نسيبكم بقى ولا عايزينا نقعد معاكم شوية
أمنية: تنوروا... ده بيتكم
محمد: شكرا يا أمنية هانم
أمنية: ممكن بلاش هانم دى؟ بتحسسنى إن المعاملة بينا رسمى قوى... ينفع تقولى طنط؟
أحمد: سيبك منه أنا ممكن أقولك مونمون
كامل: وبعديييييين
أمنية: سيبوه يا كامل أحمد بصراحة دمه شربات
أحمد: ده من ذوقك يا............... طنط... هاهاهاهاهاها
محمود: مبروك يا بابا.. مبروك يا طنط... يالا بينا إحنا بقى
وخرج الجميع وأغلق كامل وراءهم الباب ثم إلتفت لأمنية
كامل: أخيراااااااا
أمنية: أخيرا إيه؟
كامل: إتجوزنا
أمنية: إتأخرنا كام شهر
كامل: قصدك كام سنة... أنا بحلم باليوم ده من وأنا فى الجامعة
أمنية: تصدقنى لو قولتلك وأنا كمان
كامل: يااااااه على الدنيا لما تضحك
أمنية: بس زمان كنت صغيرة وحلوة ورشيقة دلوقتى أنا عندى ستين سنة
كامل: طيب إستنى لحظة أسمعك ردى
ثم ذهب وأدار الكاسيت على أغنية كاظم الساهر(كل ما تكبر تحلى) فضحكت أمنية بخجل
كامل: إيه ده إنت مكسوفة منى ولا إيه
أمنية: أه طبعا بعد الغزل ده كله مش عايزنى أتكسف
كامل: هو إنت لسه شوفتى حاجة.... عارفة بكره حنروح فين؟
أمنية: فين؟
كامل: عاملك رحلة بحرية تجنن.... حنزور معظم موانى البحر المتوسط
أمنية: إيه ده... بجد؟ طيب وشغلك
كامل: إنت شغلى... سيبينا بقى نعيش لينا يومين
--------------------------------------------------------------------------------------------
وبعد خمس سنوات
=========
منى: ألو إزيك يا طنط
أمنية: إزيك يا منى يا حبيبتى
منى: الحمد لله إنت وبابا عاملين إيه؟
أمنية: الحمد لله يا حبيبتى
منى: طيب ينفع النهارده نتجمع عندكم
أمنية: تأنسى وتنورى.... ده بيتك
منى: أصلى عرفت من بابا إن بناتك كلهم مسافرين وحضرتك مش رايحالهم الإسبوع ده فقولت أنا وإخواتى نعزم نفسنا عندكم
أمنية: ده يوم المنى... خلاص مستنياكم على العشا... ماشى؟
منى: ماشى
ثم خرجت منى من غرفتها إلى غرفة مكتب زوجها
منى: حسام مش حتتغدى؟
حسام: حالا يا حبيبتى أخلص قراية الورقتين دول وأجى
ثم أغلق الملف اذى فى يده وظلت عينه على الإسم المكتوب على وجهه... هالة عبد الغفار... وإبتسم إبتسامه خفيفة
--------------------------------------------------------------------------------------------
دخل محمد إلى مكتبه فى شركة الإتصالت فوجد إبنه إيهاب يجلس على مكتبه
محمد: إيه يابنى... قاعد على مكتبى مرة واحدة
إيهاب: إزيك يا بوب..أنا خلصت محاضراتى وقولت أعدى عليك
محمد: عايز فلوس طبعا
إيهاب: مش بقولك بوب.... حطلع الساحل خميس وجمعة مع الشباب
محمد: شباب بس؟
إيهاب: أه والله... البنات هناك هاهاهاهاه
محمد: تصدق تريقتى على عمك أحمد قعدتلى فيك
إيهاب: عمى أحمد ده عسل
محمد: طيب قوم عايز أشتغل
إيهاب: بجرب المكتب علشان لما أتخرج وأجى أقعد عليه
محمد: ده بعينك.. إنت حتاخد السلم من تحت يا بابا... كلنا عملنا كده
إيهاب: إحنا جيل مختلف
محمد: طيب يابو جيل قوم عندى شغل وقبل ما تسافر حنعدى على جدك كلنا بالليل تسلم عليه وعلى العيلة وبعدين إبقى إتكل على الله
إيهاب: حلاوتك يا بوب... ثم قبله وإنصرف جريا
--------------------------------------------------------------------------------------------كان التجمع فى المساء جميلا يسوده الدفء الأسرى كان أحمد يجلس بجواره منى وتجلس على رجله إبنته الكبرى جنى وتحمل نورا الصغيرة هنا
أمنية: يالا بقى يا بوحميد هاتولهم أخ
أحمد: لا كده تمام
أمنية: ليه بس... هاتلهم أخ حلو كده تتعكز عليه لما تكبر
أحمد: لا يا ستى أنا لو جبت ولد حيطلع اللى عملته فى أبويا على جتتى
وضحك الجميع
كامل: لأ بجد ربنا يكون فى عونك إنت يا محمود
محمود: أومال... توأم وولاد يجننوا بلد....
ثم نظر الجميع إلى الولدين البالغين من العمر سنتان وهما يجريان بطول الفيلا وعرضها
مها: (بصوت خفيض فى أذن محمد) إيه رأيك فى فيلا زى دى
مجمد:........................... ثم إنفجر ضاحكا.. لا مؤاخذة يا جماعة إقتكرت حاجة ضحكتنى
--------------------------------------------------------------------------------------------
دخل أحمد فى الصباح محل ملابس أطفال أنيق وفى يده جنى ثم سأل صاحبة المحل وكانت تعطى له ظهرها.. ممكن الطقم البنك اللى بره ده؟
أحمد؟ّ!!
علياء؟!!
علياء: إزيك يا أحمد
أحمد: الحمد لله... بتعملى إيه هنا؟
علياء: أنا صاحبة المحل
أحمد: بجد... ماشاء الله
علياء: بنتك دى؟
أحمد: أيوة جنى
علياء: ربنا يخليهالك.... ثم أشارت ناحية فتى مراهق فى حدود الثانية عشر من عمره...كريم إبنى
أحمد: بسم الله ما شاء الله... وإنت عاملة إيه فى حياتك؟
علياء: إتجوزت ومعايا دلوقتى نهى سنة ونص وفتحت المحل ده مع جوزى
أحمد: الحمد لله ربنا عوضك خير
علياء: طيب الطقم ده هدية من المحل
أحمد: لأ ماينفعش
علياء: معلش ... إعتبره علشان العيش والملح
أحمد: طيب شكرا.... سلام
علياء: سلام
-------------------------------------------------------------------------------------------
وبعد مرور سنة أخرى
-----------------------
كامل يرقد على سريره وتجلس بجواره أمنية واضعة يدها على رأسه
كامل: أنا متشكر قوى يا أمنية
أمنية: على إيه يا حبيبى.. ده إنت جوزى وحبيبى وكل حاجة ليا
كامل: لأ ما أقصدش تعبك معايا فى مرضى
أمنية: أمال إيه.
كامل: أنا بشكرك على أحلى خمس سنين قضتهم فى عمرى
أمنية: دول أحلى سنين عمرى أنا
كامل: أنا طول عمرى حاسس إن فى حتة ناقصة فى قلبى ولما عرفتك فى الجامعة حسيت إن الحتة دى عندك... ولما إتجوزتى فضلت عايش بقلبى ناقص حتة.... لكن الخمس سنين دول حسيت إنى فعلا عندى قلب... بس مش ناقص حتة... لأ ده قلب كامل
--------------------------------------------------------------------------------------------
تمت