الحلقه الخامسه والعشرون
بقلم : شيرين سامي
شريف كان خارج مع واحد صاحبه اسمه طارق متجوز و بقاله في الكويت سنتين بس لسه معندوش أطفال هو لاحظ ان شريف عنده اكتآب من الغربه فحاول يخرج معاه بين وقت و التاني عشان يرفه عنه هما قاعدين في مطعم شيك بياكلوا سمك و جمبري و راح طارق يلمّح لشريف ان سبب اكتآبه هو وحدته و انه ياحبذا يتجوز و يعيش هنا مع مراته
شريف افتكر عاليه بس طرد صورتها بسرعه عشان مبقاش من حقه يفكر فيها و اتفاجئ بطارق بيطلعله صوره لبنت في العشرينات عاديه ان مكانتش ضحكتها هبله شويه و قاله:
ايه رأيك في أمنيه؟
أمنيه مين؟
صاحبة مراتي عندها عشرين سنه و بتدرس في كلية تجاره.
طب ايه علاقة ده بكلامنا.
ماتفتح مُخك بقى يا ريس أنا جايبلك حل لكل مشاكلك....عروسه زي الفل.
و يا ترى صاحبة الصورة تعرف انكم بتستخدموها كده عادي.
لأ طبعاً متعرفش دي بنت خجوله و محترمه...مراتي بتشكر فيها أوي.
بس أنا محبش أتجوز عن طريق صورة.
ليه يا عم طب ما أنا شوفت صورة مراتي الأول و بعدين نزلت في أجازة خطبتها و في الأجازة التانية اتجوزتها عادي هي الدنيا ماشيه كده.
شريف اكتأب أكتر و بقى نفسه ينهي الخروجه و يرّوح بسرعه يعني ايه المسافر ده مينفعش يحب و مطلوب منه يقضي فترة الخطوبه اللي هي من أحلى فترات الحياه لوحده و يبتدي يتعرف عليها لما يتجوزوا لأ أكيد هو مش بيتمنى كده خالص فاق من السرحان على طارق و هو بيقول: خلي الصورة معاك و فكر يمكن تغيّر رأيك...
لأ معلش رجعها لمراتك لأنها لو أختي مرضالهاش ان صورتها تبقى مع واحد غريب و بالنسبه لجواز التيك أواي ده أفتكر انه مش مناسب ليه...اعذرني يا صاحبي.
الموقف ده فضل مسيطر على شريف خايف يبقى ده مصيره بعد ما كان بيحلم انه يقتحم قلب بنت جميله و يعيش معاها أجمل أيام يخرجوا مع بعض و يضحكوا و يتخانقوا و يختاروا كل حاجه في بيتهم مع بعض و ده طبعاً مش ممكن يحصل بطريقة طارق...مفيش كام يوم واحد زميله تاني في الشغل لكن أكبر منه شويه اسمه حسام عزمه عنده في البيت من غير مناسبه و هو ماصدق ياكل أكل بيتي فاتشيك و راح.
حسام كان مرحب بيه أوي زياده عن اللزوم هو و مراته بس كل ما مراة صاحبه تدخل جوه يسمعها زي ماتكون بتتخانق مع حد و بعد شويه خرجت بنت مكشره و فضلت قاعده على جنب مش بتتكلم و لا حتى بتبص لحد و حسام عرفه عليها على انها أخت مراته اسمها شيرين و بتشتغل مصممة جرافيك في مجلة أطفال في مصر و انها بتقضي عندهم أجازة شهر كل سنه, فضل حسام و مراته يجروها عشان تتكلم و هي مبتتكلمش غير بالعافيه و عامله نفسها مشغوله في قراءة كتاب, شريف فهم انهم عزموه عشان يشوفها و يتعرف عليها يمكن...بس هو مفهمش هي ليه متحفزه كده و مش طايقه نفسها.
اتغدى أحلى غدوه من ساعة ما سافر محشي ورق عنب و شوربة عدس و ملوخيه و أرانب كان مبسوط جداً و وجود شيرين معاهم رغم تكشيرتها و نرفزتها كان بسطه أكتر, كل شوية يبصلها بطرف عنيه و يلاقيها هتنفجر يبقى عايز يضحك و يمسك نفسه...لحد ما مراة حسام سحبته بأي حجه للمطبخ و سابوهم لوحدهم هو كان مُحرج شوية راح قالها:
تسلم ايدك الأكل رائع.
متشكرنيش أنا أشكر دعاء هي اللي طبخت.
و يا ترى بتفضلي العيشه في مصر و لا هنا؟
مصر طبعاً و هي دي عايزه كلام.
بس هنا الدنيا أهدى و الجو أنقى ...
و الدخل أكبر مفهوم...أنا مش بفكر في الأمور بطريقة ماديه.
شريف اتفاجئ بردها و بقى عايز ينكشها أكتر:
و شغلك في مصر مستريحه فيه؟
جداً و مش هسيبه أبداً.
انت ليه عصبيه هو أنا مضايقك فحاجه؟
بصراحه أنا مبفكرش في أني أسيب مصر و شغلي و أعيش هنا كمان مبحبش الجواز التقليدي و اني أتعرض على حد زي ما أكون بضاعه...دعاء و حسام ضغطوا عليه عشان أقابلك انهارده بس أنا مبفكرش زيهم.
أنا كمان مبحبش الجواز التقليدي و مش جي هنا عشان أتجوز أنا جيت عشان نفسي أقعد مع ناس من بلدي و آكل معاهم.
شيرين حست انها كانت بايخه و لأول مره تبصله راح كيوبيد ابن اللذينا ضارب سهمين في قلوبهم, قالتله بلهجه مختلفه: أنا مقصدتش أضايقك أنا آسفه ساعات ببقى زي المدب كل اللي بطلبه منك لو حسام رشحني ليك كعروسه ترفض بأي حجّه.
غريبه كنت فاهم البنات عايزه تتجوز...الا اذا كنتي مرتبطه؟
لأ مش مرتبطه لكن مش عايزه أعيش هنا و أسيب أهلي و شغلي كمان أنا مش عايزه أتجوز و خلاص لازم يكون فيه مشاعر...اوعى تكون زعلت؟
أنا مزعلتش أنا بس مستغرب ليه يضغطوا عليكي كده؟
عشان عندي سبعه و عشرين سنه و اتخطبت قبل كده مرتين...و راحت ضاحكه و كملت...دعاء لو عرفت اني قلتلك هتقتلني محرجين عليه اني أقول كده لحد ههههه
راح ضاحك هو كمان و حسام و دعاء دخلوا لقوهم بيضحكوا افتكروا الأمور ماشيه زي ما هما عايزين بقيت الزياره كانت منتهى الروعه شيرين فكت من توترها و هو كمان محسش انه غريب عنهم لقاها مختلفه عن أي بنت عرفها بتتكلم فكل حاجه السياسه الرياضه الفن مثقفه مرحه و صريحه بشكل كبير عامله زي الفرس الجامح في طموحها رجع البيت و هو منتشي و سعيد و تاني يوم راح يفاتح أبو عبد الله في أنه ياخد أجازة عشان ينزل مصر يحضر فرح باسم اللي هيبقى في العيد, أبو عبد الله قاله انهم بيفكروا يفتحوا فرع للشركه في مصر و سأله: ايه رأيك لو تدرس الموضوع على الواقع...منفسكش تحضر رمضان في مصر؟
******************************************
هيام كانت حاسه بتأنيب ضمير من ساعة ما فرجت هاني على مدونة رانيا و عملت مشكله ما بينهم و خصوصاً لما كانت بتقابل رانيا أيام مرض هاني و تلاقيها بتعاملها بمنتهى الود و شايله هاني و مامتها في عنيها, كانت مره سهرانه مع جوزها منهكه كالعاده بعد ما نيمت العيال و قررت انها تحكيله اللي حصل عشان تريح نفسها من الضيق و تفضفض معاه...لقت نفسها بتكلمه كمان عن ضيقها من حياتها مش كزوجه و أم لأ كهيام... هي مش لاقيه نفسها.
هيام كانت بتشتغل في مكان حكومي بعد تخرجها و سابته بعد كام سنه عشان تتفرغ لتربية الأولاد و كمان عشان كان مُمل و مافيهوش عائد مادي كبير عمر أقنعها تسيبه و تريح نفسها...بس هي زهقت مبقتش عارفه هي ممكن تكون متفوقه فإيه... ما ناس كتير بتتجوز و تخلف هي بقى (هيام) ايه اللي بيميزها...لا بتعرف تكتب خواطر أو ترسم زي رانيا و لا ليها هوايه أو حتى شئ يشغلها غير البيت و طلباته.
عمر لأنه زوج محترم قدر ضيقها و حاول يحتويها بحنان و حكمه كان بياكل كيكه هي عاملاها راح يمدح فيها : الله تسلم ايدك يا هيام دي كيكه بعين الجمل مش كده.
أيوه يا عمر الكب كيك بالزبيب و الكريمه خلص...أهو بتسلى من زهقي.
انت مش بتدوري على حاجه تكوني مُميزه فيها...مفيش أحلى من كده...الحلويات بتاعتك ميختلفش عليها اتنين.
تقصد ايه يا عمر؟!
أقصد لو جربتي تبتدي تعرفي الناس بحلوياتك أنا متأكد ان هيبقى فيه اقبال عليك ده كفايه التورت بتاعتك و الكحك انت موهوبه يا هيام.
هيام سمعت كلمة موهوبه حست انها لاقت اللي كانت بتدور عليه و ابتديت تفكر في كلام عمر ليل نهار مش بس كده دي راحت كلمت رانيا تاخد رأيها و تسألها تعمل ايه, رانيا كانت جدعه جداً و عرضت عليها تعملها مدونه لوصفات الأكل و صفحة على الفيس بوك تعرض فيها صور حلوياتها عشان الناس تعرفها...هيام اتفتحت زي الورده و حست انها بقت بتحب الحياة و كل الناس أكتر من الأول بكتير خصوصاً رانيا.
*******************************************
رانيا كمان الدنيا مش سيعاها اليومين دول مش بس عشان اتأكدت من موضوع الحمل اللي ربنا أكرمهم بيه عشان كمان مسؤل من ساقية الصاوي كلمها و بلغها انهم وافقوا يعملولها معرض بعد العيد...ياااه أول معرض ليها...هي كانت سايبه سي دي فيه رسومتها عندهم و مكانتش مصدقه انهم هيوافقوا يعملولها المعرض فعلاً, فضلت مستنيه هاني عشان تفرحه بالخبر اللي كانت بتحلم بيه و أول ما رجع اترمت عليه و قالتله و كلها فرحه رد عليها ببرود: مبروك...
رانيا مبقتش فاهمه هو لسه زعلان منها و لا دي غيره من نجاح صغير حققته و لا ايه...بس هو معقول يبقى فيه غيره بين زوجين بيحبوا بعض...فضلت محتاره و الظنون توديها و تجبها كل يوم و هو صمته و ضيقه بيزيد من غير ما يتكلم...هاني كانت حالته النفسيه سيئه جداً لكن مرضيش يقولها و يزعلها في عز فرحتها فضّل انه يكتم مشاعره.
الشركه مشت موظفين كتير استغنت عن خدمتهم كده بمنتهى البساطه بحجة الأزمه الماليه العالميه و انهم ميقدروش يدفعوا المرتبات دي كلها, واحد من اللي مشيوا كان صاحبه و حذره ان الدور جي عليه, عشان هاني من فترة مديرة طلب منه ياخد عميل و يسهره في فندق خمس نجوم( بشرط يكون فيه رقاصه و شرب) كنوع من الرشوه عشان يمشي الشغل و هاني رفض بحسم...المدير قاله: انت فاكر نفسك مين ده انت اللي زيك كتير و يتمنوا الشغل ده...هاني بقى مستغرب يعني ممكن يمشوه هو و يسيبوا مديره!
*****************************************
رانيا قامت مفزوعه على خبط الباب لقيته باسم في حاله يرثى لها دخّلته و سألته بخوف:
مالك يا باسم خير؟!
مش خير يا رانيا مامة سمر عايزه تأجل الجوازة...شكلها عايزه تفشكل.
ليه بس لا حول ولا قوة الا بالله....
عشان أمك صممت انهم يشاركونا الفرح و هم ايمكانيتهم متسمحش بالفرح اللي هي عايزه....ده غير انها أجبرتهم يجيبوا سجاده(شنواه) للصالون و اتريقت عل الستاير اللي جابوها...ليه دائماً عايزه تحسسهم اننا أحسن؟
اهدى يا باسم ماما أكيد متقصدش دي كانت فرحانه أوي انك اتغيرت و هتتجوز البنت اللي بتحبها.
ما هوباين انها فرحانه...
باسم ماما عايزه كل حاجه تبقى حلوه و ذوقها حلو و لايقه بيك مش حكاية فلوس...و بعدين حتى لو اختلفوا مش مبرر ان مامة سمر تأجل الجواز.
رانيا لازم تعرفوا كلكم ان مهما حصل مش هتجوز غير سمر!
الى اللقاء فى الحلقه القادمه
بقلم : خواطر شابه